الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً    أما بعد

سؤال كيف تثبت الصحبة لشخص؟

 هل لها قانون عند العلماء؟

أم الأمر ليس منضبطاً؟

سنذكر هنا كيفية اثبات الصحبة عند العلماء.

 

قال في شرح التبصرة والتذكرة ألفية العراقي (2/ 128):

الأولى: فيما تعرف به الصحبة، وذلك إما بالتواتر، كأبي بكر، وعمر، وبقية العشرة في خلق منهم.

 وإما بالاستفاضة والشهرة القاصرة عن التواتر، كعكاشة بن محصن، وضمام بن ثعلبة، وغيرهما.

 وإما بإخبار بعض الصحابة عنه أنه صحابي كحممة بن أبي حممة الدوسي، الذي مات بأصبهان مبطونا، فشهد له أبو موسى الأشعري أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم -، حكم له بالشهادة ذكر ذلك أبو نعيم في "تاريخ أصبهان". وروينا قصته في مسند أبي داود الطيالسي، ومعجم الطبراني.

وإما بإخباره عن نفسه أنه صحابي بعد ثبوت عدالته قبل إخباره بذلك. هكذا أطلق ابن الصلاح تبعا للخطيب، فإنه قال في " الكفاية ": وقد يحكم بأنه صحابي إذا كان ثقة أمينا مقبول القول، إذا قال صحبت النبي - صلى الله عليه وسلم - وكثر لقائي له، فيحكم بأنه صحابي في الظاهر، لموضع عدالته، وقبول خبره، وإن لم يقطع بذلك كما يعمل بروايته. هكذا ذكره في آخر كلام القاضي أبي بكر، والظاهر أن هذا كلام القاضي، قلت: ولا بد من تقييد ما أطلق من ذلك بأن يكون ادعاؤه لذلك يقتضيه الظاهر. أما لو ادعاه بعد مضي مائة سنة من حين وفاته - صلى الله عليه وسلم -، فإنه لا يقبل وإن كانت قد ثبتت عدالته قبل ذلك، لقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: ((أرأيتكم ليلتكم هذه، فإنه على رأس مائة سنة لا يبقى أحد ممن على ظهر الأرض))، يريد انخرام ذلك القرن. قال: ذلك في سنة وفاته - صلى الله عليه وسلم -، وهذا واضح جلي. وقد اشترط الأصوليون في قبول ذلك منه أن يكون قد عرفت معاصرته للنبي - صلى الله عليه وسلم -، قال الآمدي: فلو قال من عاصره أنا صحابي مع إسلامه، وعدالته، فالظاهر صدقه، وحكاهما ابن الحاجب احتمالين من غير ترجيح، قال: ويحتمل أن لا يصدق لكونه متهما بدعوى رتبة يثبتها لنفسه.

 

قال في رسوم التحديث في علوم الحديث (ص: 144):

[طرق إثبات الصحبة]

ويعرف بالتواتر والاستفاضة، وقول الصحابي، وعدل: أنا صحابي.

 

وقال في تحقيق منيف الرتبة لمن ثبت له شريف الصحبة (ص: 20):

الطرق التي يمكن بها إثبات الصحبة. وأنها تثبت تارة بالتواتر وتارة بالاستفاضة القاصرة عن التواتر وتارة بأن يروى عن آحاد الصحابة أنه صحابي، وتارة بقوله وإخباره عن نفسه بعد ثبوت عدالته أنه صحابي.

 

 

 

الخلاصة بأن الصحبة تثبت بعدة طرق وهي:

الطريقة الأولى: بالتواتر، بحيث ينقل جمع عن جمع بأن فلان صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

الطريقة الثانية: بالاستفاضة والتي تكون أقل من عدد التواتر بأن فلاناً من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

الطريقة الثالثة: بأن يروى أحد من الصحابة بأن فلاناً صحابياً.

 

الطريقة الرابعة: بأن الشخص يتحدث عن نفسه بأنه من الصحابة، ويعرف من سيرة هذا الشخص بأنه عدلاً بشرط ثبوت معاصرته لزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

والله أعلم

 

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً