الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد
قال الإمام الطحاوي رحمه الله في العقيدة الطحاوية وهو يتكلم عن الله تعالى (لا شيء مثله)، فماذا يقصد الطحاوي رحمه الله في هذا القول؟
الجواب:
هو أن الله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله.
وجاء في الكتاب والسنة أن ينفى عن الله عز وجل أن يماثل أحداً، أو شيئاً من خلقه، وكذلك ينفى عن المخلوق أن يكون مماثلا لله عز وجل.
الدليل النقلي:
قال تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) سورة الشورى (11).
وقال تعالى: (لم يكون له كفواً أحد) سورة الإخلاص (4).
الدليل العقلي:
قال في لوامع الأنوار البهية (1/ 221):
علم بالعقل أن المثلين يجوز على أحدهما ما يجوز على الآخر، ويجب له ما يجب له، ويمتنع عليه ما يمتنع عليه، فلو كان المخلوق مثلا للخالق للزم اشتراكهما فيما يجب ويجوز ويمتنع، والخالق يجب وجوده وقدمه، والمخلوق يستحيل وجوب وجوده وقدمه، بل يجب حدوثه وإمكانه، فلو كانا متماثلين للزم اشتراكهما في ذلك، وهذا جمع بين النقيضين.
والله أعلم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم